لطالما تحدث الكثيرون عن دور الشباب وضرورة إشراكهم في صنع القرار في القطاعين العام والخاص ولطالما أسهب المختصون في شرح أهمية مثل هذا التوجه وما له من فوائد جمه على المجتمع وكذلك تم شرح الأضرار الناجمة بالتفصيل عن تهميش مثل هذه الفئة الكبيرة والمهمة جداً في المجتمع ،
بل ولطالما حث ايضا صاحب السمو أمير البلاد حفظه الله الحكومة والقطاع الخاص في كل خطاباته تقريبا على ضرورة الاهتمام والعناية بالشباب وإشراكهم في صنع القرار ، وبعد كل هذه الأحاديث والخطابات والحث الدائم على مثل هذا التوجه مع الأسف نجد ان واقع الحال في الدولة مختلف كل الاختلاف عن مثل هذا التوجه .. تجدر بِنَا الإشارة اننا هنا لا نتكلم عن الإدارات الحكومية التي تخضع لمعايير الأقدمية في تقلد المناصب والتي لها احترامها وما إلى ذلك .. اننا نتحدث عن العديد من الأماكن الاخرى المهمة في الدولة والتي لا تخضع لمثل هذا المعايير وهي كمثال الهيئات والشركات واللجان الحكومية وما أكثرها في الدولة والتي تندر نسبة الشباب في تشكيلاتها !
ياحكومتنا العزيزة إن مسألة الاهتمام بالشباب وإشراكهم في صنع القرار ليست حالة مجتمعية خاصة في مجتمع دون غيره بل هو توجه دولي عام لما له من أهمية قصوى وضرورة في كل مجتمع ، ونذكر على سبيل المثال القرار الاممي رقم ٢٢٥٠ الصادر عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة سنة ٢٠١٥ الذي جاء بعد قرارات متعاقبة و يعتبر من القرارات المهمة في هذا الشأن إذ انه نص بصورة مباشرة وواضحة على أهمية إشراك الشباب في صنع القرار والاستفادة منهم في تحريك عجلة التنمية والاستفادة من دورهم في المحافظة على السلم المحلي والدولي والأمن الاجتماعي ، للحد من الصراعات والنزاعات ومكافحة الارهاب الذي بات يهدد اغلب دول العالم، وكذلك حث على ان تحرص الدول الأعضاء في الوقت نفسه على احترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية والامتثال للالتزامات الأخرى القائمة بموجب القانون الدولي.
سمو رئيس مجلس الوزراء الموقر إن الكل يرى تشكيل اعضاء مجالس ادارات الهيئات والشركات الحكومية واللجان التابعة المعينة من قبل الحكومة والتي تكاد تخلوا إلا ما ندر من عنصر الشباب ! وهذا الامر بالتأكيد ليس صحيا بل ويعتبر تهميش بصريح العبارة لقطاع واسع من المواطنين الشباب الذين يشكلون ٧٠ بالمئة من تكوين المجتمع، وهو عوضا عن ذلك امر مخالف لكل التوجهات والقرارات الدولية الخاصة في هذا الشأن ، بل ومخالف ايضا لرؤية صاحب السمو أمير البلاد حفظه الله ورعاه الداعمة للشباب والتي عبّر عنها مرارا في خطاباته .
سمو الرئيس .. إن الدول كما هو معلوم ومعروف تنمو وتتطور وتزدهر وتستمر بتمازج وتعاون اصحاب الخبرة مع ابداع وجهد وهمة الشباب ، والسؤال المطروح حقيقةً هو : صحيح ان اصحاب الخبرة موجودين دائما في كل قرارات تعييناتكم وهذا امر جيد … لكن أين هم الشباب من تعييناتكم ؟!.. الشباب الذين تتحدثون عن إشراكهم واهتمامكم بهم بإستمرار في جميع مناسباتكم !.
